العلم بأصول القراءة السريعة ستعود بالفائدة على الفرد الطموح الراغب في استغلال وقته على أحسن وجه. فـالـسـؤال هنا هو: ما هي القراءة السريعة وما هي مبادئها؟
القراءة السريعة هي عبارة عن أسلوب للقراءة تتضاعف به كمية المادة المقروءة في وقت معين مع الاحتفاظ بكامل الاستيعاب. فالفرد الذي يتقن هذه المهـارة بإمكانه في المتوسط اختزال وقت قراءة كتاب إلى الربع أو أقل، ولـكـن هـنـاك بعض المبادئ الرئيسية والفرعية التي بإمكان أي فرد أن يطبقها بـنـفـسه، ويمكن تلخيص بعضها فيما يلي:
أولاً: المبادئ الرئيسية:
أ- مسح المادة المقروءة:
وهو المرور السريع للتعرف الشكلي على المادة قبل قراءتها. فمثلاً عند قراءة كتاب ما يمكن أن تتم عملية المسح بالخطوات التالية:
* الإطلاع على مقدمة الكتاب والتعرف على أهداف المؤلف من كتابة الكتاب.
* الـتـعـّرف عـلـى أبـواب أو فـصول الكتاب الرئيسية وعناوينها العريضة وعلاقة بعضها ببعض.
* إلقاء نظرة سريعة على الأشكال التوضيحية المستخدمة في الكتاب وعلى الخاتمة.
ينبغي التعرف على الموضوع وأهداف والأسلوب العام للموضوع. وعملية المسح هذه لها دور كبـيـر فـي الـتـحضير الذهني مما يساعد على سرعة الاستيعاب وبالتالي على سرعة القراءة.
ب - إتقان أسلوب القراءة المطردة:
اعتادنا منذ الصغر على عملـيـة التراجع لقراءة الكلمة أو الكلمات مرة ثانية أو عدة مرات وأحياناً السطر بأكمله، وقد تستمر هذه العادة مع الشخص حتى الكبر مع عدم وجود المبرر لها والتي تؤدي إلى تشتيت الذهن وإعاقة تسلسل الأفكار لإكمال الصورة وترسيخ فكرة المادة المقروءة. ويعتبر التراجع من أكبر عوائق القراءة السريعة.
ومن السهل التخلص من هذه العادة بالإصرار على عدم التراجع أو التوقف، بل محاولة الاستمرار في القراءة، وبالطبع في المحــاولات الأولى ستقل درجة استيعاب المادة المقروءة ولكنها بعد التمرس ترتفع ثانية إلى ما كانت عليه سابقاً أو أكثر.
ج - استخدام القراءة العينية المنتظمة:
الجهر بالقراءة أو مجرد تحريك الـشـفـاه تستغرق وقتاً أكبر وتتطلب جهداً أكـثر ويعتبر ذلك أيضاً من أكبر معوقات القراءة السريعة؛ ولذا يجب اجتناب تحريك العيـنـين بدرجة كبيرة بين بداية السطر ونهايته وباعتياد ذلك يتوسع مدى العين وتتمكن من التقاط كلمات السطر في نظرة واحدة وبصورة مـنـتـظـمـة ومتـتـابعة لكل سطر أو لكل مجموعة من الكلمات. ولا يمكن تحقيق هذا إلا بعد التخلص نهائـيـاً من عملية التراجع عند القراءة. فتطبيق هذه العملية سيريح الـعـيـن ويـنظم حركتها وسيؤدي في الوقت نفسه إلى مضاعفة سرعة القراءة.
د- التعايش مع المادة المقروءة:
ويعني التركيز التام ومحاولة الـتـعـايـش الخـيالي في جو الفكرة وربط أجزائها ببعض للوصول إلى الصورة النهائية لمفهوم الموضوع المقروء.