حادث قطار اسيوط هل سيطيح بحكومة الاهمال والعجز الاخوانية

حادث اسيوط
كتبت – سارة معروف:
خلف حادث قطار اسيوط الكارثي الذي وقع صباح يوم السبت عدد من الضحايا (وجلهم من الاطفال)، يفوق اعداد ضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة، وليس هنا ثمة مبالغة، فالارقام تشير الى استشهاد 40 فلسطينياً في احداث غزة الاخيرة، وهي حصيلة اربعة ايام كاملة من الهجوم بمختلف الاسلحة الفتاكة، في الحين الذي اودى به حادث اسيوط المروع الى وقوع 51 حالة وفاة خلال دقائق معدودة فقط، مما يعني باننا امام كارثة بشرية حقيقية وبكل المقاييس، فالاهمال والتقصير من الحكومات والمسؤولين سلاح لا يقل فتاكة عن احدث اسلحة الدمار التي نشهدها في الحروب.
هناك اسرة واحدة فقدت ثلاثة من اطفالها في حادثة قطار اسيوط، واسرة اخرى فقدت طفلين، ذنبهم الوحيد بانهم يعيشون في ظل حكومات لا تشعر باي مسؤولية تجاه ارواح مواطنيها، فهل ستستمر فاجعة المصريين بفقدان ابنائهم وفلزات اكبادهم، يوماً بعد يوم، في حوادث القطارات والطرق التي لا تنتهي، فمنذ بضعة ايام فقط اودى حادث قطار الفيوم بحياة اربعة اشخاص، وانتهى وقتها بدون اي مسائلة تذكر لاي جهات حقيقية، بما فيها وزير النقل، الذي بقي في منصبه بانتظار حادث مروع اخر، حتى يتعطف علينا باستقالته بعد حادث اسيوط اليوم، ويتكرم علينا الرئيس مرسي بقبول هذه الاستقالة وليس الاقالة كما هو معتاد من نظام مبارك وخلفه المنتخب الجديد.
هل تكفي استقالة وزير النقل وعامل المزلقان في سكة قطار الحديد والموت المصرية، لامتصاص الغضب الذي يشعر به ملايين المصرين بعد كل كارثة تحل علينا ومن حيث لا ندري، اليس هناك من نهاية لهذه المبررات التي طالما سمعناها على مدى اعوام طويلة قبل الثورة، ونسمعها الان بنفس حذافيرها بعد حادث اسيوط من حكومة الاخوان المعينة من قبل الرئيس الاخواني محمد مرسي.
الم تثبت حكومة هشام قنديل فشلها الذريع وعجزها التام عن تقديم ابسط متطلبات المواطن المصري البسيط؟ الا يمكن اعتبار ماحدث اليوم نوع من التواطؤ وليس التباطؤ فحسب، في حل مشكلة منظومة سكك الحديد المتهالكة بشكل جذري، عبر صرف موازنة مخخصة لهذا الامر، اضافة الى رفع مرتبات واجور العاملين الفقراء الذين يقدمون دائماً كبش فداء لاهمال وتقصير الحكومات المتعاقبة منذ عهد محمد مبارك الاول الى خليفته الجديد محمد مرسي مبارك الثاني.
هل سنسمع خبر اقالة – وليس استقالة – حكومة قنديل الفاشلة بعد مصاب حادث اسيوط، ام علينا الانتظار حتى وقوع مصيبة اخرى قادمة لا محالة بظل هذه الحكومة العاجزة.
اخيراً وعلى هامش حادث قطار اسيوط المفجع يكفي ان ننظر الى تعليقات بعض قيادات جماعة الاخوان المسلمين الحاكمة في مصر حتى نتذكر القول الشهير “شر المصيبة ما يضحك” فبعد اخبار حادث قطار الفيوم قبل ايام خرج علينا عضو مكتب ارشاد هذه الجماعة عصام العريان ليقول بانه لو كان هناك مجلس شعب لما حدث ذلك، وعليه طالب الرئيس مرسي باجراء استفتاء لاعادة مجلس الشعب الاخواني السلفي المنحل، اما اليوم وبعد فاجعة حادث قطار اسيوط خرج العريان من جديد ليقول معلقاً على كارثة اسيوط: ” أين البرلمان ليسحب الثقة من الوزراء؟”
واقول بدوري اين الشعب المصري ليسحب الثقة من الاخوان ويخلصنا من حكمهم الكارثي!!